كتب : لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل
في خطبة الجمعة لهذا اليوم ، واصلت المرجعية الدينية العليا الموقرة ، طريقها الذي رسمته لاسناد الحراك المدني في مسعاه من خلال التظاهرات الواسعة التي شهدتها ساحات العراق في محافظاته الوسطى والجنوبية والعاصمة بغداد .. حيث كانت ساحة التحرير محجا للمتظاهرين يحجون اليها كل جمعة ومن خلال هذه الساحة التي يرتفع فوقها اكبر واضخم لوحة فنية ” التحرير ” والتي ابدعها واقامها في منطقة ” الباب الشرقي ” منذ اكثر من نصف قرن .. الفنان المتألق ” جواد سليم ” ، ان هذه الساحة باتت تشهد تجمعات كبيرة للحشود الشعبية المطالبة يالاصلاحات في كل جمعة ، مما يثير غضب السياسيين المرعوبين من هذا الحراك المدني الواسع .
المرجعية اكدت أنه لا محيص عن الاصلاحات مهما كانت الصعوبات . الا ان المرجعية لم تنس التذكير بأن الاصلاحات لا يمكن ان تنجح اذا لم تكن رؤوس الفساد قد وقفت امام القضاء ، لكي يتم استعادة الاموال المنهوبة الى خزينة الدولة العراقية من تلك العباصر الفاسدة .
وفي الوقت الذي تؤكد المرجعية العليا ، على انه لامحيص عن الاصلاح ، نسمع البعض من كبار المسؤولين ، وهم بشككون في الاصلاحات البطيئة التي اتخذتها الحكومة ، ويعتبرونها غير دستورية ، مما يؤكد ان هؤلاء السياسيين لا يفكرون بمصلحة الشعوب بقدر ما يفتشون عن مصالحهم الضيقة ، مما يشير بشكل لا غموض فيه ، ان الفساد ما زال يحتفظ برجاله وامرائه في كيان الدولة العراقية ، وهو ما يدعو للقلق الشديد من امكانية عودة هؤلاء الفاسدين واستحواذهم على مقاليد السلطة ، من خلال ما يتمتعون به من نفوذ كبير وامكانيات مادية وعسكرية كبيرة جدا .
ان تأكيد المرجعية الدينية الموقرة وبشكل لا فكاك منه ، على ضرورة الاصلاحات واهميتها في ديمومة وسلامة الاقتصاد العراقي ، لان الفساد يعمل على سلب البلاد من اهم عنصر في تطورها وبناء مشاريعها المختلفة . وهو المال الذي تستطيع قوى الفساد ومافياته ان تستقطب الكثير من المسؤولين الى جانبهم من خلال الرشى والافساد الجمعي لحركة المجتمع والدولة ، مما ينعكس سلبا على الشرائح الاجتماعية الاخرى الموغلة في الفقر . الا اننا نلاحظ بالمقابل ، ان هناك اصرار واضح على الاصلاح ، وقد سمعنا تصريحا للعبادي ” رئيس مجلس الوزراء ” اكد فيه مرة اخرى انه ماض في طريق الاصلاحات مهما كلفه ذلك من تضحيات حتى لو كان الثمن حياته .
